مرحلة المراهقة المبكرة (10-13)
تبدأ هذه المرحلة في عمر عشر سنوات و تستمر حتى عمر ثلاثة عشر.
خلال هذه المرحلة، غالباً ما يبدأ الأطفال في النمو بسرعة أكبر و تبدأ التغيرات الجسدية بالظهور بشكل واضح.
قد تسبب هذه التغيرات المفاجئة بعض القلق لدى الطفل الذي بدأ يدخل عالم المراهقة إن لم يتم تهيئته لذلك و شرح تلك التغيرات.
أكثر ما يميز مرحلة المراهقة المبكرة هو أن طريقة التفكير (أبيض أو أسود) هي الطريقة الغالبة على عقل المراهق و طريقة معالجته للأمور. أي أنه دائماً ينظر إلى الأمور على أنها صحيحة بالمطلق أو خاطئة بالمطلق دون ترك المجال لخيارات أخرى بينهما.
و هنا يأتي دور الأهل في تفهم طبيعة تفكير ابنهم في هذه المرحلة و عدم تفسير تصرفاته على أنها عناد و تحديات, بل تفسيرها بدلاً من ذلك على أنها ناتجة عن نمط تفكير تفرضه طبيعة المرحلة.
تتزايد في هذه المرحلة الحاجة إلى الخصوصية عند الأبناء, فيبدأ الطفل المراهق باستكشاف طرق ومجالات تمنحه الخصوصية في بيته بين أفراد أسرته.
و هنا يجب على الأهل تفهم هذه الحاجة لدى المراهق و العمل على منحه بعض الخصوصية بما لا يضره و لا يتعارض مع شروط و قوانين المنزل و العائلة.
من المفيد و الضروري أن يمتلك الأهل الوعي الكافي بما يخص مراحل عمر المراهقة و متطلبات كل مرحلة حتى يتمكنوا من فهم حاجات أبنائهم و تلبيتها بحب و تقبل.
مرحلة المراهقة المتوسطة (14-17)
المراهقة المتوسطة من عمر الرابعة عشر حتى السابعة عشر.
تستمر التغيرات الجسدية الناتجة عن البلوغ بالظهور و التطور في هذه المرحلة.
تسود الرغبة بالاستقلالية بشكل كبير في هذه المرحلة, فيزداد الجدل بين الأهل و الأبناء في كل موقف يطلب فيه المراهق استقلاليته.
يظهر في هذه المرحلة انشغال المراهق بجسده و مظهره الخارجي بشكل واضح. حيث يقضي المراهقون في هذه المرحلة وقتاً طويلاً أمام المرآة متأكدين أن مظهرهم الخارجي جذاب و مرتب قبل خروجهم من المنزل. و ربما يؤدي اهتمامهم الزائد بمظهرهم إلى مشاكل و خلافات مع أهلهم.
و أكثر ما يثير الجدل في هذه المرحلة هو أن يجد الأهل أنفسهم أمام شخص بجسد كبير, يسعى إلى الاستقلالية في كل موقف .. إلا أن عقله لا يزال في طور النضوج.
يظن المراهق أنه يحمل عقل بالغ. لكن الحقيقة أن التطورات الدماغية التي تحدثت عنها سابقاً تكون في أوجها في مناطق الدماغ الخلفية. و لا تزال المناطق الدماغية الأمامية المسؤولة عن التفكير المنطقي المعقد تنتظر دورها لتنمو.
و من هنا يبداً الصدام مع الأهل.
ابني قد بلغ من العمر السابعة عشر و لا زال متهوراً و متسرعاً و لا يستمع إلى ما أقول. أصبح كبيراً و لا زال يتصرف كطفل عنيد !!!.
هذا أمر طبيعي. إن هذا التناقض بين حجم الجسد و نمو الدماغ هو أكثر ما يميز مرحلة المراهقة المتوسطة. فلا تقلقوا. إنها مسألة وقت فقط.
مرحلة المراهقة المتأخّرة (18-21)
و نصل إلى آخر مرحلة من مراحل المراهقة .. مرحلة المراهقة المتأخرة (من عمر الثامنة عشرة إلى عمر الواحد و العشرين).
في هذه السنوات من عمر المراهقة يكون النمو الجسدي لدى المراهق قد اكتمل.
كما أن النمو في مناطق الدماغ يصبح أكثر اتساقاً , فيصبح المراهق أكثر قدرة على التحكم في سلوكياته الاندفاعية و إدراك المخاطر و الممارسات المتهورة غير المتسقة مع النسق الاجتماعي مقارنة مع أنفسهم في مرحلة المراهقة المتوسطة و المبكرة.
يصبح المراهق في هذه المرحلة أكثر قدرة على تحديد قيمه الخاصة, كما أنه يتمكن من التركيز على المستقبل و التخطيط لأهدافه المستقبلية.
يساعد الاتساق في نمو الدماغ في هذه المرحلة على جعل المراهق أكثر قدرة على اتخاذ القرارات و القيام بالمهمات و العمليات الفكرية المعقدة بشكل متوازن.
يدرك المراهق في هذه المرحلة أنه بدأ يدخل عالم الرشد, فيستقل عن والديه إلا أنه يعيد بناء العلاقة معهم من اتجاه مختلف, علاقة راشد براشد.
و على الأهل أن يدركوا أهمية هذه النقطة فيبدؤا بمعاملة ابنهم على أنه راشد صغير, قادر على مناقشة موضوعات و أفكار مختلفة بنضج و توازن.
هذه المرحلة هي الحصيلة الواضحة لعلاقة الصداقة التي يبدأ الأهل ببنائها مع ابنهم منذ كان طفلاً.
طفل صديق يؤدي إلى مراهق صديق.
و دمتم و أبناءكم بخير 🌺.