ماذا يعني مصطلح الرضا عن الحياة؟
هو تقييمك الكلي الشامل تجاه حياتك و تفاصيلها.
رضاك عن حياتك لا يعني كمية السعادة و مقدارها, و لا يعني رضاك عن فترة زمنية محددة دون غيرها.. بل هو مشاعرك و أفكارك بشكل شامل و كامل و كلي يغطي جوانب حياتك المختلفة .
هل يمكننا أن نختصر مفهوم الرضا عن الحياة بمشاعر السعادة؟
الرضا عن الحياة و السعادة
كيف يفسر علم النفس مفهوم الرضا عن الحياة؟
هناك نوعان رئيسيان من النظريات حول الرضا عن الحياة:
- النظرية التصاعدية: التي تفسر أن الرضا عن الحياة يتشكل نتيجة الرضا عن العديد من مجالات الحياة بشكل متفرق (العمل, العلاقات, الأسرة, الصحة الجسدية, الحركة).
- النظرية التنازلية: التي تفسر أن الرضا عن الحياة ككل هو المسؤول عن رفع معدلات الرضا عن كل مجال من مجالات الحياة بشكل منفصل.
أما عن رأيي الشخصي, فأنا من مؤيدي النظرية التصاعدية, فكلما بدأنا بالعمل على رفع مستوى الرضا عن كل جانب من جوانب الحياة بشكل منفصل كلما كان من الأسهل علينا أن نرسم صورة كاملة من الرضا عن حياتنا ككل.
و في النهاية أجيبكم على السؤال التالي:
ما الفرق بين الرضا عن الحياة و السعادة؟
السعادة هي مشاعر لحظية مؤقتة نعيشها في جانب من جوانب حياتنا دون غيره, و لكن هذه المشاعر غير كافية لرفع مستوى الرضا عن الحياة بشكل عام.
أن تكون سعيداً الآن, لا يعني بالضرورة أن تكون راضياً بشكل كامل عن حياتك. و لكن أن تكون راضياً عن حياتك فهذا يساعد في زيادة عدد لحظات السعادة التي تعيشها.
صحتك الجسدية انعكاس لصحتك النفسية
ما هي فوائد المستويات العالية من الرضا عن الحياة؟
إن زيادة الرضا عن الحياة لا تجعلنا قادرين على الاستمتاع بحياتنا فقط ، بل يحمل الكثير من النتائج الإيجابية على صحتنا النفسية و الجسدية أيضاً.
لقد وجدت الأبحاث في علم النفس الإيجابي أن الرضا عن الحياة يرتبط ارتباطاً كبيراً بالعوامل المتعلقة بالصحة الجسدية مثل:
- الأمراض المزمنة.
- أمراض القلب.
- مشاكل النوم.
- الصداع و آلام الرأس.
- المشكلات المرتبطة بزيادة الوزن.
- القلق.
- الاكتئاب.
- اضطرابات الطعام.
هذه النقاط تؤكد بقوة الفكرة التالية :
صحتك الجسدية انعكاس لصحتك النفسية.
كيف أرفع درجات الرضا عن الحياة؟
من أجل زيادة معدل الرضا عن الحياة, تساعدنا الجوانب التالية على بناء معتقدات إيجابية نحو مجالات حياتنا المختلفة و بالتالي تطوير و رفع درجات الرضا عن الحياة:
- الانفتاح على التجارب الجديدة: كلما كان الشخص أكثر انفتاحاً على تجربة أشياء جديدة في حياته و الخروج من دائرة الروتين و منطقة الراحة و المعتاد كلما كانت لديه الفرصة لاكتشاف جوانب في شخصيته و في الحياة قد تمنحه الكثير من المشاعر الإيجابية و الرضا.
- السعي و المواظبة: بذل الجهد فيما نفعله و نقوم به و الالتزام بالمسؤوليات و تحقيقها يمنح الشخص مشاعر الإنجاز و النجاح و الرضا.
- العلاقات الاجتماعية: الإنسان كائن اجتماعي فلا يمكن أن يتكون شعور الرضا عند الشخص و هو يعيش بمعزل عن الآخرين و التفاعل الإيجابي معهم.
- المرونة في حل الخلافات: كلما طور الشخص مهارات و قدرات تساعده على إدارة خلافاته مع أصدقائه و المقربين بشكل صحي و سليم كلما زادت درجات رضاه عن الحياة.
- الانفتاح في التعبير عن المشاعر: كبت المشاعر و عدم التحدث عنها و الاعتراف بها من أكثر العوامل التي تمنع الشخص من الاستمتاع بالحياة و تعيقه من تطوير درجات عالية من الرضا.
إليك هذه النصائح..
إليك بعض النصائح لرفع و تحسين مستوى الرضا عن الحياة :
- قضاء وقت اجتماعي فعال مع العائلة و الأصدقاء.
- ممارسة اللطف مع الآخرين بأبسط التفاصيل حتى و لو كانت كلمة طيبة.
- ممارسة الامتنان لما تملكه و ما يحيط بك حتى لو كان خارج دائرة ممتلكاتك.
- الاستمتاع بالتفاصيل الصغيرة في حياتك و قضاء وقت في التفكير بوجودها و أهميتها.
- بذل الجهد من أجل تحقيق أهدافك، و الاحتفال بإنجازاتك الصغيرة قبل الكبيرة.
- العناية الشخصية و الحفاظ على أوقات الراحة و العناية بنفسك كما تعتني بطفل صغير.
- عدم مقارنة نفسك مع الآخرين.
- تقدير نفسك عند القيام بأي خطوة ناجحة مهما كانت بسيطة.
و في الختام أتمنى لك حياة تملؤها السعادة و قلباً يملؤه الرضا.
1 تعليق
متحمسة للحضور