تحمل علاقات الصداقة تأثيراً بالغ الأهمية على شخصية المراهق و صحته النفسية. فهي تعزز لدى المراهق شعوره بالقبول و الانتماء. كما أنها تعتبر الخطوة الأولى التي يسلكها المراهق لتشكيل إحساسه بهويته الشخصية خارج إطار أسرته.
تؤكد نتائج الدراسات النفسية أن العلاقات الاجتماعية المتينة مع الأصدقاء في مرحلة المراهقة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بقلة احتمال إصابة الفرد باضطرابات نفسية في المستقبل.
كما أكدت هذه الدراسات أن أهمية الصداقة في مرحلة المراهقة يتحدد بنوعية الصداقات و ليس كميتها. فامتلاك المراهق عدد قليل من أصدقاء حقيقين تربطه بهم علاقة قوية إيجابية لها تأثير أكبر بكثير من امتلاك العديد من الصداقات السطحية .
تعتبر الصداقات في مرحلة المراهقة الطريقة التي يرى من خلاله المراهق أنه ليس وحده من يمر بهذه التغيرات الجذرية و أنه ليس وحده من يعاني من تقلبات المزاج و تغيرات الجسد.. تشكل الصداقات مصدر دعم نفسي للمراهق و مكاناً يشعر من خلاله بالانتماء.
إضافة إلى ذلك, تخبرنا نتائج الدرسات النفسية أن وجود الأصدقاء في حياة المراهق يعتبر حافزاً له نحو التقدم و تطوير مهارات النجاح و هذا ما يسمى في علم النفس (ضغط الأقران) و هو التأثير الذي يحمله انتماء الشخص إلى مجموعة من الأفراد في نفس مرحلته العمرية.
و في النهاية لا بد من الإضاءة على دور الأهل في صداقات المراهق. لا يمكن للأهل اختيار الصديق لأبنائهم و لكنهم بالطبع يمتلكون السلطة التي تخولهم من منع المراهق من الدخول في مغامرات مع الأصدقاء إن كانت متنافية مع المعايير الاجتماعية و الأخلاقية و الدينية. السلطة القائمة على الحوار و اللين و التفهم.