هل تشعر أن هناك جبلاً يفصلك عن ابنك المراهق؟
هذا شعور طبيعي في ظل التطور السريع الذي تشهده الحياة. فأنت أمام ما نسميه (الفجوة الثقافية بين الأجيال).
تأتي هذه الفجوة من أن الآباء تربوا في سياق زمني و ثقافي و اجتماعي مختلف عن سياق نمو أبنائهم.
تظهر أثار هذه الفجوة بشكل كبير في مرحلة المراهقة حين يبدأ الأبناء بالاستقلالية و العيش في عالمهم الذي ينتمون إليه مبتعدين عن عالم آبائهم. متأثرين بالجديد و المختلف و غير التقليدي.
و من أكثر الأمثلة التي تجسد الفجوة الثقافية هو الانفتاح التكنولوجي الواسع و السريع الذي نشهده.
فيجد المراهق نفسه أمام والدين لا يفهمان حاجاته و حاجات عصره, و يجد الآباء أنفسهم أمام مراهق يغرد خارج السرب العائلي التقليدي الذي اعتادوا عليه.
من المهم هنا من أجل تخفيف الآثار السلبية للفجوة الثقافية العمل على محورين:
- المحور الأول: هو الاعتراف للابن المراهق بهذه الفجوة و الانفتاح للتعلم و التقرب. و تدريب المراهق على الحوار الصريح مع الأهل و التعبير عن مشاعره حين يشعر بوجود هذا التباعد بينه و بين أهله في أي موقف يواجهونه.
- المحور الثاني: أن يكون الأهل منفتحين على هذا التغير السريع و أن يعترفوا بوجود هذا الفارق الثقافي الكبير و السعي نحو التقرب من المراهق خطوة و خطوتين و ربما أكثر من أجل تلافي آثار الاختلاف.
هل يبدو لكم الأمر معقداً؟
في الحقيقة هو بسيط أكثر مما تتخيلون. الحل في كلمة واحدة فقط… التواصل.
بالحفاظ على التواصل الدائم مع المراهق من خلال الحوار اليومي و من خلال الأنشطة المشتركة نقلل من حجم هذه الفجوة و نخفف من آثارها السلبية على المراهق نفسه, و على علاقتنا معه.