ماذا نقصد بالمسؤولية؟
هي القدرة على تحمل تبعات و نتائج ما نقوم به و ما نقوله.
قدرة الفرد على تحمل المسؤولية لا تبدأ في مرحلة المراهقة. فمنذ سنوات الطفولة من الضروري أن يتم تدريب الطفل على التعرف على معنى المسؤولية ثم تدريبه على ممارستها.
حين يصل الأمر إلى مرحلة المراهقة, ينبغي على الأهل إدراك نقطة مهمة, و هي أن حياة المراهق بدأت تصبح أكثر تعقيداً و لذلك فإن مسؤولياته صارت أكثر تعقيداً.. إلا أن مفهوم المسؤولية يجب أن يتم بناؤه منذ الصغر.
ما هي الشروط التي يجب توافرها حتى ندرب المراهق على تحمل المسؤولية؟
- الحرص على توفر الأمان و الاحترام في بيئته المنزلية.. فمن غير المنطقي أن نتوقع من المراهق أن يتحمل مسؤوليات في بيئة لا تحترم حاجاته و تلبيها.
- التوازن في التعامل مع موضوع المسؤولية مع المراهق.. فلا نفرط في تدليله و تلبية ما يريد.. و لا نلقي عليه كل الأعباء و المسؤوليات بحجة أنه أصبح كبيراً.. تدريبه على المسؤولية لا يجرده من حقه في التدليل. فهو لا يزال طفلاً , إلا أنه طفل كبير.
- تكليف المراهق بواجبات و مهمات ثابتة لا أحد في المنزل غيره يقوم بها.. مع الحرص على تشجيع نجاحه في هذه المهمات و تعزيز نقاط قوته في تحمل المسؤولية.
- إتاحة الفرصة للمراهق باتخاذ القرار مهما كان الموقف بسيطاً . و يتم ذلك بعدم إملاء الأوامر على المراهق.. بل بدلاً من ذلك إعطاءه عدة خيارات ليكون حراً في الاختيار من بينهم و اتخاذ القرار.
- إشراك المراهق في قرارات الحياة الأسرية مهما كانت معقدة.. لا بد في هذه المرحلة من تدريب المراهق على فكرة اتخاذ قرار يخص الجماعة و تحمل مسؤولية هذا القرار, حتى يكون جاهزاً لعملية اتخاذ القرار في المجتمع الكبير و تحمل مسؤولية قراراته.,
هذه الأمثلة العملية و غيرها الكثير من التطبيقات اليومية البسيطة قادرة على زرع روح المسؤولية في نفس المراهق و تعزيز ثقته بنفسه تجاه التزامه بهذه المسؤولية.