حين يدخل الابن مرحلة المراهقة، تبدأ علامات و سلوكيات التمرد بالظهور في تصرفاته و أقواله.
يقلق الأهل من ذلك, إلا أنه أمر طبيعي يتبع لطبيعة المرحلة. و من المفيد أن يتعلم الأهل أسباب هذا التمرد و طرق التعامل معه.
لنبدأ بأسباب التمرد:
- التغيرات الهرمونية و المزاجية في مرحلة المراهقة.
- الصعوبات التي يواجهها المراهق عندما يجد نفسه أمام تغيرات جذرية في شكله و نمط حياته و انتقاله إلى مستويات دراسية أعلى و أصعب.
- الرغبة في الاستقلالية.. و التي تحدثت عنها كثيراً في السابق.. ميل المراهق إلى الحصول على الاستقلالية أمر طبيعي في هذه المرحلة. و بناءً على ذلك فإن أغلب تصرفاته تصبح محاولات للحصول على استقلاليته و الإثبات أنه كبير يمكن أن يعتمد على نفسه.
- قد يكون التمرد في بعض الحالات أسلوباً لجذب انتباه الأهل. فقد تقع بعض العائلات في خطأ إهمال المراهق و توجيه الاهتمام و الرعاية بشكل أكبر لأخوته الأصغر بحجة أنه أصبح كبيراً و أن الصغار يحتاجون الحب أكثر.. و لكن الحقيقة أن المراهق في هذه الفترة هو أكثر الأبناء حاجة للاهتمام و الحب و الرعاية.
ما هي أفضل الطرق لاحتواء تمرد المراهق؟
- الحوار الدائم المنفتح القائم على الحب و التقبل. من أين يأتي هذا الحب و التقبل؟ من فهم طبيعة المرحلة و خصائصها و ما يمر به المراهق من تغيرات و تحديات.
- عدم توجيه الانتقادات و الاتهامات بأنه ابن مزعج أو متمرد أو يعصي الأوامر.
- الابتعاد بشكل كلي عن كلمة (حين كنت صغيراً كنت طفلاً هادئاً تسمع الكلام.. ماذا حصل لك الآن؟).
- إعطاء المراهق مساحة من الاستقلالية و اتخاذ القرار في شؤون حياته البسيطة حتى لا يضطر إلى اللجوء إلى التمرد و العصيان لتحصيل حقه في الاستقلالية.
- تشجيع المراهق و دعمه و تقديره عند نجاحه في الأمور التي يعتمد فيها على نفسه.
- عدم استخدام لغة الأمر و الإجبار في الأمور التي نرغب منه أن يفعلها أو أن يمتنع عنها.
لاحظوا الفرق بين الحالتين:
عاد ابني المراهق من لعبة كرة قدم مع أصدقائه, جائع يسأل عن الغداء.. أقول له:
اذهب الآن و بسرعة وخذ حماماً قبل الغداء, رائحتك غير جميلة و لا يمكنك أن تتناول الغداء قبل الاستحمام.
أو
حبيبي, سننتظرك على الغداء, لن أضع الطعام على الطاولة حتى تنتهي من حمامك).
و أخيراً تذكروا, إن تمرد المراهق هو أمر طبيعي, و لكن كلما استخدم الأهل طرقاً ذكية و صحية للتعامل معه كلما خفت مواقف التمرد و انخفض التوتر و قلت المشاحنات في الأسرة.