ما هي الأخلاق؟
هي مجموعة من القيم و المبادئ التي يعتمد عليها الإنسان لتحقيق الخير و تجنب الشر بما يتناسب مع مجتمعه و دينه و شخصيته. و للأخلاق نوعان, أخلاق فردية خاصة بكل فرد.. و أخلاق مجتمعية خاصة بالمجتمع ككل.
موضوع الأخلاق في التربية هو موضوع ثنائي الأطراف.. إذ أنه لا يكفي أن يتعامل الأهل مع ابنهم بناء على المبادئ الأخلاقية حتى يتشرب الابن هذه المبادئ. بل من الضروري أن يتم التدريب على هذه المبادئ منذ الصغر و بشكل متبادل.. أهل يطبقون مبادئ الأخلاق و طفل يطبقها أيضاً بالتوازي.
و في ما يتعلق في مرحلة المراهقة فالأمر ليس مرهوناً بمرحلة عمرية, فمن الضروري أن يبدأ الأهل منذ عمر مبكر بتعليم مبادئ الأخلاق للطفل حتى تنمو معه.
ما يميز موضوع الأخلاق بين الطفولة و المراهقة هو أمر متعلق بالإدراك.. فالطفل في مرحلة الطفولة لا يدرك ما معنى كلمة أخلاق و لا يدرك معنى تصرفاته الأخلاقية.
أما في مرحلة المراهقة, فمن الضروري أن يبدأ الأهل بالتوسع في هذا المجال مع المراهق. حيث يصبح الالتزام بالمبادئ الأخلاقية واجباً له أبعاد و أسباب و نتائج منطقية.
و يتم العمل على هذه النقطة من خلال الحوار الفعال بين الأهل و ابنهم المراهق.. فالجلسات الحوارية هي ليست فقط مجالأ لتعزيز العلاقة بل هي أيضاً مدخل لتعزيز المبادئ الأخلاقية في نفس ابنهم المراهق.. من خلال الحوار و الأمثلة و الشواهد الدينية (مهما كان الدين الذي تعتنقه الأسرة, فكل الأديان تحث على الأخلاق).
و من الضروري في موضوع المبادئ الأخلاقية أن يلتزم المراهق بها بحب و تقبل و ليس بأسلوب الإجبار و العقاب و التهديد..
حين يبني الأهل مع ابنهم علاقة وطيدة يصبح الأمر أكثر سهولة و متعة.. و تصبح الرحلة في عالم المراهقة و الأخلاق رحلة مراهق يتعلم و أهل يعلمون ,لا رحلة مراهق يتمرد و أهل يعاقبون.