للأصدقاء تأثير كبير على جميع جوانب حياة المراهق. و يكون هذا التأثير أكثر أهمية و خطورة عند وجود المراهق في مجتمع تنتشر فيه حالات الإدمان على المخدرات و الجريمة و الانحراف الأخلاقي.
من المهم أن يحافظ الوالدان على علاقة صداقة متينة مع ابنهم حتى يتمكنوا من التعرف على أصدقائه و معرفة ما إذا كان هذا الصديق صديقاً جيداً أم صديق سوء.
يجب على الأهل أن يعطوا الأولوية لقضاء أوقات خاصة مع ابنهم المراهق من خلال اللعب أو ممارسة بعض الأنشطة الرياضية. فهي فرصة للتقرب منه و التعرف على تفاصيل حياته و صداقاته و مساعدته و دعمه إن كان يحتاج المساعدة.
تعتبر علاقة التعلق الآمن بين المراهق و أهله من أهم العناصر التي يجب توافرها حتى يشعر المراهق بالأمان, و يدرك أنه في حال وقوعه في ورطة مع الأصدقاء سيكون والداه إلى جانبه يساندانه و يدعمانه.
من خلال العلاقة المتينة مع الابن المراهق يمكن للأهل تعليم ابنهم أن اختيار الصديق الجيد له العديد من المعايير. الصديق الجيد هو:
- شخص محل ثقة كبيرة و دعم.
- شخص يمشي بك نحو الأمام.
- شخص يعلمك و يتعلم منك أشياء جيدة لا أشياء تضر بك و بصحتك.
- شخص يقربك من عائلتك لا يبعدك عنها.
و في ما يلي بعض الأسئلة التي يجب على الأهل أخذها بعين الاعتبار في ما يتعلق بصداقات ابنهم المراهق:
- هل يقضي المراهق ساعات طويلة خارج المنزل مع أصحابه دون معرفة مكانه؟
- هل بدأت تظهر على المراهق علامات تغير و سلوكيات غريبة عند التعرف على أصدقاء جدد؟
- هل يشعر المراهق بالسعادة و الرغبة بقضاء أوقات عائلية مع أهله في المنزل؟
- هل يشعر المراهق بالأمان و الثقة للتحدث عن أصدقائه أمام أهله؟
- هل يمتلك المراهق هامشاً من الحرية لدعوة أصدقائه إلى المنزل؟
- هل يعرف الأهل أسماء أصدقاء ابنهم المراهق و أماكن سكنهم؟
و أخيراً, صداقات المراهقة أمر لا بد منه. للمراهق حقه في قضاء وقت مع أصدقائه. و لكن يجب الحفاظ على سلطة الأهل و قوانين العائلة إن صادق المراهق أصدقاء سوء.
عند توافر علاقة الصداقة المتينة بينك و بين ابنك, لا تقلق من إبداء رأيك و ممارسة سلطتك الوالدية و نصحه بالابتعاد عن من تراه صديق سوء. و لا يتم ذلك بالتهديد و الصراخ و العقاب, بل بالتقرب منه و توجهيه و الحوار معه و نصحه باحترام. و يجب أن يتم ذلك بين الأهل و المراهق خلال جلسة هادئة, و ليس أمام أصدقائه, حتى لا يشعر بالخزي أمامهم فيقابل ذلك بالتمرد و التحدي.