الازدهار
تساعدنا العلاقات الاجتماعية الناجحة في ترك آثار إيجابية على العديد من جوانب حياتنا مثل:
- التعامل مع التوتر.
- التعلم و النمو المعرفي.
- الدافع لتحقيق الأهداف.
- إيجاد هدف و معنى للحياة.
و يؤكد علماء النفس أن (الازدهار) هو من أهم تأثيرات العلاقات الاجتماعية الناجحة على الشخص.
ماذا أقصد بالازدهار؟.
يقوم الازدهار على خمس عوامل من الرفاهية و الصحة:
- الرفاهية المتعلقة بالمتعة مثل (السعادة ، الرضا عن الحياة).
- الرفاهية المتعلقة بمعنى الحياة مثل (الحصول على حياة ذات هدف، السعي نحو الأهداف التي تضفي المعنى إلى الحياة.
- الرفاهية النفسية مثل (احترام الذات، درجات عالية من الاستقرار النفسي).
- الرفاهية الاجتماعية مثل (احترام الآخرين و التعاطف معهم، عدم إطلاق الأحكام على الآخرين).
- الرفاهية البدنية مثل (التمتع بجسم صحي أقل احتمالاً للتعرض للأمراض).
كل هذه الفوائد السابقة و أكثر نحصل عليها من العلاقات الصحية .. و لكن ماهي شروط و مواصفات العلاقة الصحية؟.
الثقة
هي أولى خصائص و أهم شروط العلاقات الاجتماعية الصحية. تؤكد الدراسات أن نقص الثقة هو أحد أكثر العوامل المدمرة للعلاقات الاجتماعية.
ماذا نعني بالثقة؟
هي الإيمان بما يقوله الطرف الآخر دون محاولات التكذيب أو كشف الحقيقة .. هي الإيمان بمشاعره و الإيمان بمشاعرنا تجاهه.
يتم بناء الثقة في العلاقة الاجتماعية من خلال:
- الالتزام بالصدق و عدم قطع وعود لا يمكننا تنفيذها.
- الحفاظ على التواصل و الحوار مع الطرف الآخر حتى فيما يتعلق بالأمور السلبية في العلاقة.
- إتقان مهارة الاستماع للطرف الآخر.
- التوفيق بين ما نقوله للطرف الآخر و ما نفعله.
- الامتناع عن سلوكيات المراقبة و الملاحقة و اقتحام الحدود الشخصية للطرف الآخر.
- الاستمرار في إظهار الثقة تحت كل الظروف حتى في حالات الخلاف.
إن بناء الثقة في العلاقة الاجتماعية مهما كان نوعها ، هو أمر ضروري و شرط مطلوب لضمان سير العلاقة في الاتجاه الصحيح.
التواصل
التواصل .. هو ثاني صفات العلاقات الاجتماعية الناجحة.
كيف نعزز التواصل في علاقتنا؟
يتم ذلك من خلال تدريب أنفسنا على مهارات التواصل و ممارستها باستمرار.
ماهي مهارات التواصل الفعال؟
- الحفاظ على الصدق في أحاديثنا مع الطرف الآخر.
- القدرة على التعبير عن آرائنا الشخصية أمام الطرف الآخر دون التعدي على حدوده و آرائه الخاصة.
- التحدث و البوح باستمرار عما يزعجنا من تصرفات الطرف الآخر و الابتعاد عن كتم الرغبات و كبت المشاعر.
- حين نواجه الطرف الآخر بما يزعجنا من تصرفات ، علينا أن ننتبه في بداية الحديث أن نحيطه بكلمات تبعث فيه الأمان و الاستعداد للاستماع .
- الابتعاد عن تقييم تصرفات الطرف الآخر على أنها تهديد مباشر لشعورنا بالأمان.
- عدم مقاطعة الطرف الآخر عندما يتحدث ، فالمقاطعة تقضي على نجاح الحوار و تشعر الطرف الآخر بعدم الاحترام و التقدير.
- إعطاء الطرف الآخر الانتباه الكامل عندما يتحدث و الابتعاد عن الممارسات الاجتماعية الخاطئة كالنظر إلى الهاتف أو التلفزيون عند الاستماع للطرف الآخر.
- الاختيار الصحيح لمكان النقاش. فمناقشة الشريك عن الأخطاء العاطفية التي يرتكبها لا تصلح أن تكون في المنزل أو على الأقل(لا تصلح أن تكون في غرفة النوم) .. حتى لا يتحول المكان إلى مصدر تهديد نفسي للطرفين.
- التحدث وجهاً لوجه. فلا يمكن حل المشكلات الاجتماعية أو العاطفية عبر الرسائل.
- استخدام أسلوب (أنا) في الحوار بدلاً من استخدام أسلوب (أنت). فبدلاً من قول (أنت سببت لي الأذى، أنت مصدر إزعاج ، أنت قصدت إزعاجي…. ) من الأفضل قول (أنا أشعر بالحزن، أنا شعرت بالانزعاج).
عند التدرب على هذه المهارات و امتلاكها و تطبيقها في عملية الحوارات الحادة سوف نصل بأنفسنا و بالطرف الآخر و بالعلاقة ككل إلى مكان يسمح لنا بالإصلاح و حل الخلافات
الصبر
شرط جديد من شروط العلاقة الاجتماعية الناجحة هو الصبر.
حتى تتمتع علاقاتنا مع الآخرين بالنجاح و الاستمرارية يجب أن نحافظ على مساحة من الصبر.
لا يمكن لأي شخص أن يكون صبوراً طوال الوقت بسبب كثرة الضغوطات المحيطة بنا فنفاذ الصبر هو جزء طبيعي من تكوين البشر.
و لكن الخطأ هو نفاذ الصبر على أي موقف و تحت أي ضغط .. كما أنه من المضر بالعلاقة أن يفقد الطرفان صبرهما في الوقت نفسه.
امتلاك قدر من الذكاء العاطفي هو المساعد في هذه الحالة.. فعندما يتمكن أحد الطرفين من فهم مشاعر الطرف الآخر و ظروفه فإن هذا سيساعده على المحافظة على صبره عند تقصير الطرف الآخر.
بالتدرب على المحافظة على الصبر نستطيع أن نتكيف مع تغيرات مزاج الطرف الآخر و مواقف تقصيره.
عدم إطلاق الأحكام
من شروط نجاح العلاقات الإنسانية أن تكون بعيدة عن إطلاق الأحكام.
من المهم أن نكون قادرين على معالجة تصرفات الطرف الآخر و سلوكياته من وجهة نظره هو و ليس من وجهة نظرنا نحن.
كيف ندرب أنفسنا على فهم وجهة نظر الطرف الآخر و تجربته و أفكاره و مشاعره بشكل كامل دون إطلاق الأحكام ؟
من خلال:
- مراقبة أفكارنا تجاه الطرف الآخر . هذه المراقبة تساعدنا على فهم أنفسنا و فهم المواقف التي نميل فيها إلى إطلاق الأحكام
- تفهم سلوك الطرف الآخر من خلال إيجاد مبررات لتصرفاته أو محاولة تخيل هذه المبررات.
- بعد مراقبة أفكارنا ثم تفهم سلوك الآخر سوف تصبح الأمور أسهل للقيام بعملية التقبل .. تقبل الطرف الآخر .. ما يقوم به .. و ما يقوله .. دون أن نطلق أحكامنا الخاصة.
5 تعليقات
جهود مباركة كل التوفيق يارب ?
بالتوفيق كل الحب ?
بارك الله بجهودك
كنت محتاجة هاد المقال
جزاكي الله كل خير
بارك الله بمجهودك