المراهقة هي فترة العاطفة في حياة الفرد. و من الضروري أن يكون المراهق واعياً لطبيعة المشاعر و الانفعالات في هذه المرحلة حتى يصبح قادراً على إدراك عواطفه وفهمها وتنظيمها.
أهم ما يميز تلك المرحلة أن الفرد يبدأ بالرغبة و الحاجة إلى الانتماء إلى المجتمع والاندماج فيه.
و يبدأ المراهق بفحص هويته و التعرف عليها. و هنا يأتي الذكاء العاطفي ليلعب دورًا مهمًا في هذه المرحلة.
ما هو الذكاء العاطفي؟
هو باختصارالقدرة على فهم وإدارة المشاعر الذاتية وكذلك مشاعر الآخرين.
يشمل الذكاء العاطفي مزيجاً من المهارات:
التعاطف ، والتحكم في النفس ، والوعي الذاتي ، والحساسية تجاه شعور الآخرين ، والمثابرة والتحفيز الذاتي بين الآخرين.
إن الذكاء العاطفي مهم للغاية في تطور المراهق. هناك أدلة كبيرة تقدمها الدراسات النفسية تشير إلى دور الذكاء العاطفي الإيجابي في مساعدة المراهقين على التعامل مع التوتر ، وتطوير العلاقات الاجتماعية ، التعامل بفاعلية مع التغيرات و التحولات التي تواجههم.
تطوير الذكاء العاطفي عند المراهق
فيما يلي بعض من الخطوات التطبيقية العملية التي تساعد الأهل و المربين في تطوير و تعزيز الذكاء العاطفي لدى المراهق:
تدريب المراهق على فهم ذاته
حيث أن فهم ما يشعر المراهق به هو نقطة البداية للإدارة العاطفية الصحية. هي معرفة كيفية تحديد وتسمية المشاعر التي يمر بها. إن امتلاك مفردات عاطفية غنية ومتنوعة تسمح له بفهم الفروق الدقيقة للشعور الملموس الذي يواجهه بشكل أفضل
تدريب المراهق على التعاطف
و هو فهم ما يشعر الآخرون به… هو جانب لا غنى عنه لتنمية الأفراد. هو القدرة على أن يضع المراهق نفسه في مكان الآخرين وفهم مشاعرهم أو دوافعهم. و في الحديث عن هذه الخطوة ، من المهم أن أتحدث أيضاً عن نظرية الإحالة الخاصة
فوفقًا لهذه النظرية ، عندما نحكم على أفعال الآخرين ، فإننا نميل إلى الاعتقاد بأن سبب هذه الأفعال هو شخصيتهم، بدلاً من أن نأخذ السياق و الظروف المحيطة بالموقف بعين الاعتبار. و من هنا يجب أن نشجع المراهقين على إجراء تحليل أعمق لسلوك الآخرين والتفكير في دوافعهم
تدريب المراهق على ضبط النفس
من خلال تدريبه على تحديد سلوكه فيما يتعلق بمشاعره. لا يتعلق الأمر هنا بقمع العواطف ، بل بالقدرة على التصرف بدلاً من الرد.
وخلاصة القول ، يلعب الأهل دوراً كبيراً في مساعدة أبنائهم المراهقين على فهم مشاعرهم، و تدريبهم على التعاطف مع الآخرين ، و من ثم تشجيعهم و توجيههم على أن يكونوا قادرين على التغلب على دوافعهم الأساسية والنظر في عواقبها قبل التصرف. بهذه الطريقة ، نعلمهم استخدام حالاتهم العاطفية كدليل يساعدهم في تحديد سلوكهم. و من خلال ذلك يتعلمون تحمل المسؤولية عن أفعالهم و يتطور لديهم الذكاء العاطفي.