الاختيار
- الكلمة ليست مجرد حروف و نقاط.. إنها سلوك يخفي وراءه أفكارنا و مشاعرنا.
- تستطيع الكلمة المحكية و المكتوبة أن تعكس السمات الشخصية لصاحبه
- الاختيار الخاطئ للكلمة يؤدي إلى نتائج سلبية على المتحدث بالدرجة الأولى، ثم المستمع بالدرجة الثانية
- دعونا نأخذ الوقت الكافي لانتقاء كلماتنا حتى نحصل على نتيجة جميلة تنعكس علينا و على من يحيطون بنا.
- على سبيل المثال: أعطي نفسي الوقت لأختار كلمات تدخل البهجة في قلب طفلي عند عودته من المدرسة، أو في قلب صديقتي عند رؤيتها بعد غياب..
- دعونا نبدأ حواراتنا بكلمة جميلة و ننهيها بكلمة أجمل. نمنح أنفسنا الوقت و ندربها على أن لا يتلفظ لساننا إلا بما ينشر السعادة على من حولنا.
الإيجابية
- يستطيع الدماغ معالجة الكلمة مهما كان سياقها.
- إن الحديث الإيجابي قادر على توليد سلسلة من ردود الفعل العصبية التي تحفز على رفع مزاج المتحدث و المستمع.
- توصل العلماء إلى أن الكلمة إن تم تقديمها في سياق إيجابي تحدث أثراً أكبر من نفس الكلمة إن وردت في سياق سلبي.
- الكلمة الإيجابية تحدث تغييراً في الدماغ و تعزز إفراز الهرمونات التي تسيطر على القلق و التوتر العاطفي.
- عند استخدام كلمة إيجابية مثل (أحبك، سعيد ، متفائل، ناجح…….) يتحفز التفكير المعرفي و تتعدل وظائف الدماغ و يساعد ذلك على تقوية المناطق الأمامية في الدماغ و المراكز المسؤولة عن الدافع و النشاط. .
- لنعمل على تطوير و تنشيط عقولنا باستخدام الكلمة.
الكلمة الذكية
- هل علمتم يوماً أن كلماتنا يمكن أن تكون ذكية أيضاً ؟
- الكلمة الذكية هي الكلمة التي تجعلنا نبدو واثقين، ناجحين و على قدرٍ من التوازن.
- إنها ليست حيلة… بل إنها تقنية في الحديث، بالتمرن و الممارسة نتقنها و نرى فوائدها.
- و مع الوقت نمتلك ما نسميه ب (القوة الصوتية). مثلاً إن تأخرنا بالرد على رسالة أو إيميل، أول ما يخطر ببالنا لنبدأ به ردنا هو كلمات الاعتذار و الأسف. و لكن …..ماذا لو استبدلنا كلمة (آسف) بكلمة ( شكراً لصبرك، أقدر وقتك في انتظاري…) و غيرها من الكلمات التي بذكائها تجعلني أبدو إيجابياً واثقاً مؤثراً ، كما و تركز على صفة إيجابية لدى المتلقي و هي الصبر مثلاً
- ثم تأتي الطريقة … السرعة في التحدث مع صوت منخفض تجعلنا نبدو أقل ثقة بما نقول، كما أنها تفسح المجال لقول أشياء ربما لا نريد قولها . بكلمة ذكية ، و هدوءٍ، و صوتٍ واثق بما نقول… نبدو أجمل
الكلمة ذات المشاعر
- ماذا أقصد بالكلمة ذات المشاعر؟
- سأعرض نتائج تجربة نفسية تم تطبيقها على مجموعة من المتحدثين و المستمعين لرصد أثر المشاعر على حديثنا. طلب الباحثون من المشتركين تسجيل أصواتهم و هم يقولون كلمة (مرحبا) في عدة طرق مختلفة:
– (مرحبا) بطريقة طبيعية.
– (مرحبا) سعيدة .. عن طريق التفكير بشيء يجعلهم سعداء.
– (مرحبا) حزينة .. عن طريق التفكير بشيء يشعرهم بالحزن.
– (مرحبا) غاضبة.. عن طريق التفكير بشيء يشعرهم بالغضب.
– (مرحبا) ذات طاقة.. عن طريق التفكير بشيء يمنحهم القوة.
- ثم طلب الباحثون من مجموعة أخرى من المشاركين سماع التسجيلات المختلفة للكلمة و تقديم تقرير عن حالتهم المزاجية و النفسية عند سماع كل كلمة. .أوضحت النتائج أن ال (مرحبا) السعيدة حصلت على أعلى نسبة من الآراء الإيجابية.. كما أن تقاريرهم النفسية حول هذه الكلمة كانت جميعها تحتوي كلمات ترتبط بمشاعر إيجابية ( سعادة، ابتسامة، مزاج جيد، ذاكرة مرتبطة بشيء مفرح)..
- إذاً يستطيع من حولنا سماع مشاعرنا من خلال كلماتنا.. لنحرص على جعل كلماتنا رسولاً لمشاعر جميلة
أنا و نفسي
- عندما نجلس لوحدنا بعيداً عن ضوضاء الآخرين نجد أمامنا فرصة ذهبية للانتباه لشخص كنا قد نسيناه في زحمة الحياة. إنه الشخص الأهم لكل واحد منا.. أنفسنا.. . نحن نهمل الحديث مع أنفسنا على حساب الحديث مع الآخرين.
- بالحديث مع الذات نستطيع أن نرتب أفكارنا، ننتبه إلى المهم منها، نتخلى عن الأفكار التي لا نفع منها، ننسق قراراتنا و نعيد تنظيم التفاصيل في رأسنا.
- أكدت دراسات نفسية أن استخدام الاسم عند الحديث مع النفس يعزز من فائدة العملية و يخلق مسافة نفسية سليمة بين الشخص و أفكاره و مشاعره، و يمكنه ذلك من الأداء بمزيد من الثقة و النجاح و التوازن. .
- و لكن….لننتبه أن الحديث الذاتي يجب و يجب جداً أن يكون حديثاً إيجابياً ، محفزاً و مشجعاً… فالحديث القائم على اللوم و التأنيب و تسليط الضوء على الأخطاء من أكثر الأشياء ضرراً بصحتنا النفسية و البدنية أيضاً.
- يعاني الأشخاص المصابون بالاكتئاب و القلق من الحديث مع أنفسهم بطريقة مدمرة غارقة في السلبية، فيدخلون في دوامة من الألم النفسي.
- من حق نفسنا علينا أن نتحدث إليها بإيجابية.. لماذا تنتظر المديح من الآخرين في الوقت الذي لا أحد يعرف تفاصيل أفكارك و حياتك أكثر منك ؟؟
- الموضوع في غاية الأهمية.. لنجربه مرات و مرات و نثابر عليه.. لنجد أنفسنا في النهاية أقرب الأصدقاء لأنفسنا.
- لنتحدث مع أنفسنا برفق.. من حق نفسنا علينا أن نحترمها و نحبها و ندعمها… ففي داخل كل شخص منا ما يستحق التقدير و الاحترام و الفخر و المدح الوفير
حاجز أمام الكلمة
- في حياتنا اليومية نواجه الكثير من المعوقات حتى على صعيد الكلمة .اللغة هي وسيلة الاتصال و التواصل .. هي وسيلة ذات قطبين.. قطب المتحدث و قطب المتلقي.
- إن أي خطأ يرتكبه أحد هذين القطبين يؤدي إلى نتائج سلبية على عملية التواصل.
- بعض الأمثلة عن معوقات الكلمة:
التسرع في التقييم: و هو خطأ يؤدي بالمتحدث إلى إطلاق أحكام بناءً على تقييمه السريع. و قد تكون هذه الاحكام غير صحيحة تجاه الطرف الآخر و بالتالي تفشل العملية الاتصالية و لا تثمر.
استخدام اللغة الهجومية: كأن نبدأ حواراتنا بإلقاء اللوم و توجيه الملاحظات. فيتحول الطرف الآخر إلى شخص مهمته الدفاع و التبرير.. فتضيع الرسالة الأساسية من عملية الاتصال و تتلاشى درجة الاستماع و تبدأ المعركة بمتحدث يهاجم و متحدث يدافع.
المقاطعة و عدم احترام وقت الطرف الآخر في التحدث: و لهذا الخطأ آثار نفسية سلبية على الطرف الآخر . و كأننا ننقل له رسالة ( كلامك غير مهم، أفكارك لا تستحق الاستماع، لا أهتم لكلامك أو ربما حتى لوجودك … ) و غير ذلك من الرسائل السلبية.
الصواب المطلق: كأن يعتقد أحد أن ما يقوله هو الصح و الصواب و لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يكون على خطأ. يمكننا هنا أن نتخيل الأضرار الواقعة على عملية التواصل حين تسيطر عليها هذه الصفة.
- هذه الأخطاء الاتصالية السابقة و غيرها من الأمثلة كثيراً ما يقع بها الآباء و المربون في التعامل مع الطفل. و من هنا تبدأ المشاكل النفسية و السلوكية و اضطرابات الشخصية عند الطفل.
- لنجعل الحديث مع الآخرين (كباراً كانوا أم أطفالاً ) رحلة ممتعة ذات نتائج مثمرة لنجعلها ذكية، لطيفة، مميزة، بسيطة، محترَمة و محترِمة.
اسم
- الاسم.. هو كلمة تبدأ معنا منذ الولادة.. و تلازمنا مدى الحياة. إنه هويتنا… و الأداة التي يستخدمها المتحدثون إلينا.هو الوسيلة التي نعرف بها عن أنفسنا.
- تلعب الطريقة التي نلفظ بها اسمنا للمرة الأولى أمام أحد دوراً كبيراً في الانطباع الذي سنتركه و الأثر الذي سيبقى من اللقاء الأول. سوف يقترن الاسم في ذهن الآخرين بالمشاعر التي رافقتك حين عرفت عن اسمك للمرة الأولى أمامهم. فلنقدم اسمنا بطريقة ذكية مع ابتسامة ذات أثر يدوم .
- بالمقابل، علينا أن نكون على نفس المستوى من الاهتمام حين نلفظ أسماء الآخرين. حيث أثبتت الدراسات أن ذكر اسم المستمع بطريقة إيجابية عند الحديث أو حتى عند كتابة الرسائل و المحادثات النصية له دور كبير في نجاح عملية التواصل و تحقيق أهدافها. .
- ربما يبدو الموضوع بديهياً و بسيطاً. و لكن إن دققنا النظر سنجد أننا نغفل أحياناً هذه النقطة دون أن ننتبه إلى أهميتها في علاقاتنا الاجتماعية. .
- تجربة بسيطة ستثبت صحة هذه الفكرة:
أرسل في اليوم الأول من السنة الجديدة مثلاً رسالتين إلى صديقين من أصدقائك. في الرسالة الأولى كن عاماً و غير مباشر. على سبيل المثال (كل عام و أنت بخير، أتمنى لك سنة جديدة سعيدة ). ثم أرسل لصديق آخر نفس الرسالة مع تعديل بسيط، مثلاً ( أحمد .. صديقي الجميل..كل عام و أنت بخير، أتمنى لك سنة جديدة سعيدة).
سيكون الرد مختلفاً. أنا واثقة أنك ستحصل على ردين مختلفين و ستلاحظ الفرق أمامك واضحاً. الفرق بين الرسالتين بسيط. و لكن الفرق بالتأثير كبير. لنخاطب المحيطين بنا بأسمائهم، و لندعم حروف الاسم بالحب.
الكلمة المخفية
- أمامك غرفة فيها أشخاص ستقابلهم للمرة الأولى ، كيف تدخلها؟ .هل فكرت أن طريقة دخولك الغرفة تعطي الآخرين انطباعاً مهماً عن شخصيتك؟
- حتى و إن لم نتكلم فنحن نتكلم… وراء حركات الجسد لغةٌ كاملةٌ لا ننطقها و لكن الآخرين يسمعون حروفها.
- لغة الجسد هي حركات تخفي وراءها أفكاراً و مشاعر و دوافع. إنها الأوامر التي يصدرها الدماغ إلى الجسد عن طريق فك شيفرة الرسائل التي يتلقاها من الحواس. هي حلقة من أفعال و ردود أفعال تحصل في داخلنا خلال أجزاء من الثانية.. سريعةٌ و لكن أثرها يدوم طويلاً.
- كيف نستخدم لغة الجسد لنبدو واثقين، متوازيين و أقوياء الشخصية؟.
- إليكم بعض الأمثلة:
لندخل أي مكان بخطوات ثابتة و جسد مشدود و رأس مرفوع و نظرات مباشرة مع ابتسامة.
عند التحدث مع صديق أو حتى مع مدير العمل، لا نهرب بنظراتنا عن وجهه، نركز النظر في عينيه مع حركات في الرأس تدل على التفاعل في الحديث ، و ابتسامة تدل على الاستمتاع و عدم الملل.
عند التحدث لا نخفض رأسنا إلى الأسفل و لا نتكلم بصوت منخفض فهذا دليل على ضعف الثقة بما نقول.
لا نبالغ في حركات اليدين عند التحدث فهذا يشتت انتباه المستمع. و بنفس الوقت لا نتكلم مثل الآلة دون استخدام الحركات التعبيرية في اليدين. و لكن نعتدل. فلا نبالغ و لا نمتنع. نجعل من حركات اليدين وسيلة مساعدة في التحدث بشكل متوازن.
عند الجلوس في مقابلة رسمية أو أمام مدير العمل مثلاً نجعل الظهر مستقيماً. الظهر و ليس الرأس. نشد الظهر مع الحفاظ على مرونة الرأس و الرقبة. فهذا يعطي انطباعاً بالثقة بالنفس مع الارتياح و عدم الارتباك أو التوتر.
- لنجعل من أجسادنا وسيلة ذكية لإيصال ما لا نريد قوله بالكلمات.
ختامها طفل
- هل قضيت يوماً جميلاً في المدرسة؟ كيف كان يومك في المدرسة؟ سؤال مغلق إجابته كلمة، أم سؤال مفتوح إجابته جملة؟ تشير التجارب العصبية و اللغوية أن الأطفال الذين يعتمد أهلهم معهم أسلوب الحوار المفتوح يمتلكون روابط عصبية أقوى في المادة البيضاء في الدماغ.
- اعتمدي مع طفلك في التحدث معه أسلوب (استماع/استجابة) و ليس (استماع سلبي)
- كيف؟
- بأن تتحدثي إلى طفلك بطريقة الحوار و تعطيه دوره في الإجابة و شرح فكرته و الأسباب التي استند عليها في إجابته… و هكذا.. هذا النوع من الحوار يعمل على تحسين القسم المسؤول عن اللغة في دماغ الطفل و يطور المناطق الدماغية المسؤولة عن التفاعل الاجتماعي. وانطلاقاً من هذه الفكرة تؤكد دراسة نفسية قامت بمراقبة أدمغة عينة من الأطفال (بين عمر ٨ إلى ١٠ سنوات) أن اللعب التفاعلي القائم على الحوار أكثر فاعلية من اللعب المفرد في تقوية التزامن العصبي في دماغ الطفل و في تطوير شخصيته. خصصي وقتاً من يومك للحوار مع طفلك و راقبي النتائج.
1 تعليق
رائع